مدحت الشيخ يكتب: كده كفاية
المعاناة أكثر الكلمات تعبيرا عن أحوال شعب تحمل علي مدار ثماني سنوات الماضية مالا قبل له به بعد الارتفاع الفاحش في الأسعار الذي طال كل شيء علي حد سواء المواد الغذائية الخضروات الفاكهة الدواء العقارات
بالإضافة إلي رغيف الخبز علاوة علي زيادة أسعار الوقود زادت ثمان مرات من نوفنبر2016 حتي يوليو الماضي بالإضافة إلي زيادة أسعار شرائح الكهرباء المعلن عنها بالأمس بنسب مرعبة قياسا بمستوي دخل الفرد العادي في المجتمع المصري
هذه الزيادات تدفعنا للعديد من التساؤلات طرحتها الدكتورة علياء المهدي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية السابق وهي كالآتي.
أولا إذا كان معظم هذه الزيادات مرجعها انخفاض سعر صرف الجنية المصري حيث ان سعر الوقود العالمي لم يحدث به تغير ملموس خلال الأشهر الأربعة الماضية فما ذنب المستهلك في التضخم المفروض عليه وانخفاض سعر الصرف للجنية المصري الذي تسببت فيه الحكومة من خلال سياستها التوسعية المنفلتة
ثانيا ماذا كان هيكل التكلفة للمواد البترولية خلال هذه الفترة مقارنة بهيكل التكلفة في مارس الماضي منذ 4اشهر هل استعدت للزيادة ؟
ثالثا ان كل زيادة في الأسعار هي نوع من أنواع الضريبة غير المباشرة التي تفرض علي المواطن حتى دون موافقة البرلمان والسؤال كيف ينخفض معدل التضخم بحسب إعلان الحكومة بينما ترتفع أسعار الطاقة التي تمس كل جوانب الحياة من أسعار وموصلات وتكاليف إنتاج
إذا الحكومة تعلن سياسات وتمارس سياسات أخري حسب المعطيات المطروحة وإذا افترضنا أن ارتفاع الأسعار نوع من أنواع الضرائب ففي كل دول العالم تفرض لسببين أساسيين:
السبب الأول توزيعي
السبب الثاني تنموي
و تختلف الدول فيما بينها حول الأهمية النسبية للسببين في توزيع الإنفاق العام
بالنسبة للسبب الأول يكون هدفه مساندة الفقراء و محدودي الدخل من خلال عمليات إعادة التوزيع ما بين الأغنياء ( الضريبة التصاعدية مثلا) و الفقراء ( من خلال برامج دعم مالي او دعم عيني أو كلاهما )
أما السبب الثاني فهو يهدف لتنمية الإقتصاد من خلال تنمية البشر و بناء قدراتهم من خلال برامج تعليم و صحية جيدة مجانية حتى المرحلة التي يتفق عليها الأفراد
ثانيا تنمية و تطوير البنية التحتية بأشكالها المختلفة مثل الطرق و الكباري و محطات المياه و الكهرباء و السدود و قنوات الري و شبكات الاتصالات …. الخ
و الدول تختلف أيضا في أسلوب توزيع الإنفاقات التنموية وفقا للمجالات المختلفة بحسب الأهمية النسبية للأولويات …
لهذه الأسباب تجمع الضرائب لإعادة التوزيع و للتنمية و ليس لسبب واحد منهما كانت هذه مجموعة من التساؤلات التي طرحتها احد ابرز أساتذة الاقتصاد والعلوم السياسية للسيد رئيس الوزراء والمجموعة الإقتصادية تعقيبا علي الإرتفاع المستمر للأسعار التي فاقت الحد وأصبحت عبء علي كاهل كل منا
والسؤال ألان إلي متى سيستمر المواطن في تحمل أخطاء الحكومة ولماذا لا تلتفت الحكومة إلي أراء الخبراء والمختصين ومناقشتهم فيما تحمله وجهة نظرهم وأين مجلس النواب.
Share this content:
إرسال التعليق