مدحت الشيخ يكتب: مصر الكبيرة بتاريخها وشعبها

بقلم الكاتب الصحفي: مدحت الشيخ

 

على الرغم من التحديات الخارجية والضغوط الإقتصادية التي تمر بها مصر تظل ثابتة في موقفها تجاه القضية الفلسطينية. فهي ليست مجرد ملف سياسي عابر بالنسبة لمصر بتاريخها ومكانتها، بل هي مسؤولية قومية وأخلاقية لا يمكن التخلي عنها مهما إشتدت الصعاب.

مصر ليست وليدة اللحظة أو دخيلة على المنطقة’ إنها دولة ذات تاريخ فريد صنعه شعبها بتضحياته وقراراته الصعبة، لا بتحالفات وقتية أو مصالح عابرة.

لقد صنعت مصر دورها بوعي شعبها وخبراته المتراكمة، كما أثبت أنه دائمًا أصلب من أي مؤامرات وأبعد نظرًا من أن يقع في براثن التبعية.
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة،

كان صوت مصر واضحًا وصريحًا: لا للتهجير، لا للوطن البديل، ولا لتصفية القضية الفلسطينية. تحركات دبلوماسية مستمرة، ومساعدات إنسانية لم تتوقف، ومواقف سياسية معلنة ترفض الرضوخ لضغوط التسوية التي تسعى إلى إنهاء الحقوق الفلسطينية تحت ستار مسميات زائفة.

في المقابل، إختارت بعض العواصم العربية مسارًا مختلفًا. فبينما تُراق الدماء وتُدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها، رأينا من يستقبل الرئيس الأمريكي إستقبال الملوك ويغدق عليه بالهدايا دون أي إعتراض على دعمه العلني للإحتلال.

لم تعد الولايات المتحدة مجرد طرف منحاز لإسرائيل، بل أصبحت شريكًا مباشرًا في عدوانها، من خلال تقديم السلاح والدعم السياسي. ومع ذلك، غابت المواقف العربية الموحدة، وحضرت لغة التطبيع والمصالح الضيقة.

لكن مصر تبقى صامدة، لا تساوم على الحقوق ولا تغير مواقفها. فالمبادئ لديها لا تقبل المقايضة، والكرامة لا تشترى، والتاريخ لا يُصنع في المؤتمرات، بل في لحظات الشجاعة والإباء.
في زمن كثر فيه التخاذل، تظل مصر شامخة الرأس، لأنها ببساطة: أكبر وأعظم من كل هولاء.

Share this content:

إرسال التعليق