مرضي الترند وصانعي التفاهة
بقلم: غادة عبده
من يتصدر الترند هو الشخص الناجح، ولكن عن أي نجاح نتحدث؟. نجاح أشخاص يسعون لجلب المال والغنى السريع بدون بذل مجهود أو عناء، وللوصول لذلك فكل شئ مباح، فلديهم أفكار غريبة من أجل تحقيق المشاهدات، فقد نري رجل يرتدي فستان عروس وحجاب مع ذقنه وشاربه ويفاجئ صديقه ويقولون هزار؛
لكن الحقيقه أن كل ذلك مرتب من أجل الترند، فتري فنان يرتدي ملابس نساء ويقول فرعوني من أجل الترند، إلى أي مدى وصل بنا الحال في جميع الدول العربيه من التدني الأخلاقي من أجل المال.
ولا ألوم فقير إقتحم عالم السوشيال ميديا للحصول على المال لأنني قد أجد له مبرر لكن ماهو المبرر لأغنياء يجلسون لجمع المال من التيك توك، وكم الرخص وفقد الكرامه وعزة النفس من أجل المال،
فتجد ضابط يعلن عن أجازة من عمله؛ ليقتحم عالم التيك توك ،مع العلم أنه ابن شخص ثري، ترك مهمه وطنيه من أجل أن يصبح مثل آخر سبقه وإستقال من عمله كضابط وأصبح مشهور ويعلن أنه قد يصل الدعم المقدم له في اليوم الواحد لمليون جنيه علي بث في منصة التيك توك
ونرى مثالا آخر لمذيعه تترك عملها وتسعى للوصول لهذا الشخص المشهور لتصل لشهرته لتحصل على الملايين، تركت شكلها الإجتماعي المهذب المحترم وأهانت نفسها من أجل المال.
وأمثال كثيرة من ذلك، وأكثر مايؤسفني أن أجد رجل محترم يعيش في منزل فاخر ويطل علينا بزوجته ليصنعوا الطعام معًا ويصوروا حياتهم، السيده محجبه بعد كام فيديو ولايف تطل علينا بلاحجاب بجانب زوجها وهو سعيد!.
ونأتي لأصحاب المحتوى الهادف نجد لا أحد يراهم ولا يسمع عنهم، إلا بعد موتهم، مثل “شريف نصار” الذي تعرض للتنمر الشديد مما أدى لحزنه الشديد ووفاته، والشخص الذي يقدم محتوى تافه، ويطل في الجولات مع الفاتنات، المجتمع كله يقدره وكأنه بطل قومي وقدوه حسنه ولا أعلم لماذا. سوى أنه أصبح ملياردير في عام ونصف، فأصبح الفنانين ونجوم المجتمع يسعون للوصول له ومعرفته لأنه أصبح له شعبية أكثر منهم، ويبذلون كل الجهد للدخول معه في جولة علي تلك المنصة من أجل الشهرة وكسب المال.
وأنا لا ألومه ولكن ألوم من يصدر فكره أن المال أهم شئ للأجيال الجديدة والغنى بطريق سهل بدون تعب ولاسعي ولا جهد، واختفت قصص العلماء والعظماء وأصبح محمد رمضان وأمثاله قدوة جيل كامل.
أيها الأباء والأمهات ستحاسبوا عن جيل كامل تركتوا السوشيال ميديا تربيهم وتغرس في عقولهم أفكار هدامة، فكيف تربوا أبنائكم وأنتم أنفسكم قدوتهم من صانعي المحتوى المبتذل وتسعون للترند، فهل من صرخة قوية لتنتفض المجتمعات العربية وتعود لمبادئها وأخلاقها؟!
Share this content:
إرسال التعليق