مدحت الشيخ: نبوت ترامب وفلوس الخليج
بقلم: مدحت الشيخ
من الواضح أن ترامب لم يقرأ كتب السياسة ولا المذكرات الرئاسية. هذا الرجل من الغالب قضى فترة ما قبل الرئاسة يتابع فتوة الحارة في أفلام الأبيض والأسود ، وقال: “بس! هو ده المنه!”
ترامب دخل البيت الأبيض مش كرئيس.دخل كفتوة عنده حس دعابة وعُقدة تفوق. أول ما مسك الحكم، بصّ حوالين الكرة الأرضية كأنها حارة نجيب محفوظ، وقرر إنه كبيرها، واللي عايز يعيش فيها لازم يدفع الإتاوة، وإلا يجي له «العقوبات» في عز الضهر.
بدأ بالخليج، دخل عليهم بنفس أسلوب “أشرف فتوة حارة السقايين”، قال لهم:
“أنا بحميكم من إيران… بس الحماية دي مش بسم الله الرحمن الرحيم، دي بالدولار، والكاش يحكم”.
ودفعوا، مش بس عشان الحماية، لكن كمان عشان الكراسي ولو حد قال لا هيخليها كراسي متحركة
أما أوروبا، فترامب شافهم “عيال مدلّعة”… بتتكلم كتير ومبتدفعش.
قال لهم: “أنا مش جمعية خيرية… دي ناتو، مش نيتو بارك!”
وراح يهددهم بقطع الحماية الأمريكية كأنه بيقطع المية عن شقة متأخرة في الإيجار.
كوريا الشمالية؟
دي كانت بالنسباله حصة استعراض.
اتخانق معاها أسبوع، وقال هيولّع فيهم، وبعدها باس كيم من خدّه وقال: “إحنا أصحاب بقى!”
الراجل بيدير علاقات دولية بنفس الطريقة اللي بيدير بيها خلافات العيال في حصة الألعاب.
ولأنه فتوة بطبعه، دخل الأمم المتحدة كأنه داخل قهوة بلدي: اتكأ على الميكروفون، وابتسم بثقة فاضية، وبدأ يقول للعالم:
“اللي عايز الديمقراطية يدفع، واللي عايز الحرية يشترك شهري… وعندي باقات متعددة!”
ترامب مش رئيس بس…دا صاحب محل بيع وهم بالتقسيط. يبيعلك أمن، ويديلك فوضى مجمدة صالحة للاستخدام حتى إشعار آخر.
والمشكلة؟ إن فيه زباين وقفوا طوابير!
Share this content:
إرسال التعليق